السادس: التكبير:
يسن إظهار التكبير في المساجد والمنازل والطرقات والأسواق، وغيرها، يجهر به الرجال، وتسر به المرأة، إعلاناً بتعظيم الله (تعالى).
وأما صيغة التكبير فلم يثبت فيها شيء مرفوع، وأصح ما ورد فيه: قول سلمان:
(كبروا الله: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيراً). وهناك صيغ وصفات
أخرى واردة عن الصحابة والتابعين(12).
والتكبير صار عند بعض الناس من السنن المهجورة، وهي فرصة لكسب الأجر
بإحياء هذه السنة، قال : (من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي، فإن له من
الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً)(13). وقد ثبت أن ابن عمر وأبا هريـرة كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما(14). والمراد: يتذكر الناس التكبير، فيكبرون بسبب تكبيرهما، والله أعلم.
والتكبير
الجماعي بصوت واحد متوافق، أو تكبير شخص ترد خلفه مجموعة: من البدع التي
ينبغي على المسلم الحريص على اتباع سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-
اجتنابها والبعد عنها، أما الجاهل بصفة التكبير فيجوز تلقينه حتى يتعلم،
فإن قيل: إن التكبير الجماعي سبب لإحياء هذه السنة، فإنه يجاب عليه: بأن
الجهر بالتكبير إحياء للسنة، دون أن يكون جماعيًّا، ومن أراد فعل السنة،
فإنه لا ينتظر فعل الناس لها، بل يكون أول الناس مبادرة إليها، ليقتدي به
غيره.
السابع: الصيام:
عن
حفصة (رضي الله عنها) قالت: (أربع لم يكن يدعهن النبي -صلى الله عليه
وسلم-: صيام عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل
الغداة)(15). والمقصود: صيام التسع أو
بعضها؛ لأن العيد لا يصام، وأما ما اشتهر عند العوام ولا سيما النساء من
صيام ثلاث الحجة، يقصدون بها اليوم السابع والثامن والتاسع، فهذا التخصيص
لا أصل له.
الثامن: الأضحية:
وهي سنة مؤكدة في حق الموسر، وقال بعضهم كابن تيمية بوجوبها(16)،
وقد أمر الله بها نبيه -صلى الله عليه وسلم-، فقال: ((فَصَلِّ لِرَبِّكَ
وَانْحَرْ)) [الكوثر: 2] فيدخل في الآية صلاة العيد، ونحر الأضاحي، فقد
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحافظ عليها، قال ابن عمر (رضي الله
عنهما): أقام النبي -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة عشر سنين يضحي(17).