d]enter]علم النفس وصراخ بعض النواب!
بقايا خيال
بوجود أربع نساء في البرلمان غير الوزيرات هل سيواصل بعض النواب وصلات "الردح"؟
تقول أستاذة علم النفس بجامعة الأزهر الدكتورة سعيدة ابوسوسو "إن حالة الصراخ التي نعيش فيها ناتجة عن صراعات نفسية وعدم اتزان انفعالي, فالضغوط تؤثر بالتأكيد على سلوكنا وقدراتنا على ضبط انفعالاتنا". وتضيف: هناك مفهوم خطأ مؤداه أنه كلما ارتفع صوت المتحدث كلما استطاع إثبات قوة حجته وقدرته على الإقناع وعلى السيطرة على المستمع, مؤكدة أن هذا الأسلوب فيه خطأ كبير, فغالبا ما يكون هذا الشخص مصدر سخرية من الآخرين, غير متناسين قول الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم): "ليس الشديد بالصرعة, وإنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب", وعندما طلب منه أحد الصحابة أن يوصيه قال له (صلى الله عليه وعلى آله وسلم): "لا تغضب" وأعادها ثلاثا.
وتستطرد الدكتورة أبوسوسو أنه يجب ألا ننسى تأثير هذا الصراخ على كل أعضاء الجسم; حيث يؤثر على الجهاز العصبي, ويؤدي الى تقلصات في البطن, وآلام في الحنجرة, وخلل في نسب ال¯ "ادرينالين" في الدم, واضطراب في ضربات القلب, وارتفاع ضغط الدم, والتشنج العضلي, وبهذا نجد أنَ الصراخ يؤثر في الحال الصحية والنفسية, فالإحباط والاكتئاب والقلق والتوتر كلها من أمراض العصر والتي يسهم الصراخ في زيادة انتشارها سواء ممن يصرخ أو من يوجه إليه الصراخ. لا أدري إن كانت قد نسيت علة أخرى?
في إحدى الندوات الانتخابية صرح أحد المرشحين من النواب أن هناك من النواب من يتهمونه بالمبالغة بالصراخ, وبدلا من أن يبعد التهمة من نفسه أو أن يبررها, وجه الاتهامات إليهم بأنهم بصامون يتسترون على ما أسماهم "الحيتان". ونحن بدورنا نقول إذا كانت المادة 110 ¯ من الدستور نفسه الذي نتوقع أن يكون نواب مجلس الأمة ملتزمين بكل ما جاء فيه ¯ تنص على أن "عضو مجلس الأمة حر فيما يبديه من الآراء والأفكار بالمجلس أو لجانه, ولا تجوز مؤاخذته عن ذلك بحال من الأحوال", فإن بإمكان النائب أن يطرح أفكاره بكل هدوء وسكينة ووقار ومن دون الحاجة إلى الصراخ استنادا إلى حماية وحصانة هذه المادة له ولغيره من النواب.
ولهذا نكرر تساؤلنا الأزلي وللمرة الالف لماذ يلجأ البعض من النواب إلى الصراخ إذا كانت رسالته الشفوية واضحة وملأى بالحقائق الدامغة? فهل فشل هذا البعض في إيصال رسائله إلى الطرف الآخر أو أن هذا الطرف الآخر اطرش ولا يفهم ما يقوله هذا النائب وغيره من ممتهني "وظيفة الصراخ" فاضطر إلى اللجوء إلى "الزعيق" من أجل الإقناع? ولماذا أصبح الصراخ هو اللغة الوحيدة للحوار, والسمة المميزة التي ينفرد بها بعض النواب رغم قدرتهم على الإقناع "بالتي هي أحسن"? ولماذا لم يستخدم النواب السابقون إبان حقبة الستينات والسبعينات من القرن الماضي هذا الأسلوب إذا كان الصراخ أفضل وسيلة لإيصال الرسائل الوطنية?.
مع وجود أربع نساء في البرلمان, غير الوزيرات, هل سيواصل بعض النواب وصلات الردح ومواويل الصراخ من دون داع رغم كل ما يملكونه من حصانة برلمانية?.
نتمنى أن يعيد نواب الصراخ النظر في أسلوبهم البرلماني غير السوي.
[/center]