أَقْوَالُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي الْفَرْقِ بَيْنَ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ
(19) وَقَالَ مِنْهُمْ إِنَّ الْإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ، وَالْإِسْلَامُ
فِعْلُ مَا فُرِضَ عَلَى الْإِنْسَانِ أَنْ يَفْعَلَهُ إِذَا ذُكِرَ كُلُّ
اسْمٍ عَلَى حِدَتِهِ مَضْمُومًا إِلَى الْآخَرِ فَقِيلَ الْمُؤْمِنُونَ
وَالْمُسْلِمُونَ جَمِيعًا مُفْرَدَيْنِ أُرِيدَ بِأَحَدِهِمَا مَعْنًى
لَمْ يُرَدْ بِالْآخَرِ، وَإِنْ ذُكِرَ أَحَدُ الِاسْمَيْنِ شَمِلَ
الْكُلَّ وَعَمَّهُمْ
.
وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ
قَالُوا الْإِسْلَامُ وَالْإِيمَانُ وَاحِدٌ
.
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:
وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ
فَلَوْ أَنَّ الْإِيمَانَ غَيْرُهُ لَمْ يُقْبَلْ، وَقَالَ:الله عز وجل
فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
وَمِنْهُمْ مَنْ ذَهَبَ إِلَى أَنَّ الْإِسْلَامَ مُخْتَصٌّ
بِالِاسْتِسْلَامِ لِلَّهِ وَالْخُضُوعِ لَهُ وَالِانْقِيَادِ لِحُكْمِهِ
فِيمَا هُوَ مُؤْمِنٌ بِهِ، كَمَا قَالَ: الله عز وجل
قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ
وَقَالَ: الله عز وجل
يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ
إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ
لِلْإِيمَانِ
وَهَذَا أَيْضًا دَلِيلٌ لِمَنْ قَالَ هُمَا وَاحِدٌ.