[color=green]
دق التليفون
- ألو الأستاذه حنان موجوده
= أنا حنان من معى ؟
- انا الدكتوره هاله و أود مقابلتك , هل لديكى وقت للقائى؟
= عذرا دكتوره أنا لا أعرفك , وما الذى تريدينه ؟
- موضوع خاص بزوجك رحمهُ الله .
= هل يمكن ان توضحى الأمر فأنى لا افهم ما تعنيه .
- موضوع هام جدا و لن استطيع توضيحه بالتليفون , من فضلك اريد مقابلتك لأمر هام .
= هل يمكن ان اصطحب معى احد ابنائى ؟
- من الأفضل ان نكون على انفراد .
= العنوان من فضلك ؟
- المقطم / الهضبة الوسطى / فيلا احلام .
= الميعاد ؟
- اليوم بعد العصر إذا كان لديكى متسع من الوقت .
= وهو كذلك .
جلست حنان و أخذت تُلملم أشلاء ذهنها الذى تبعثر من المحادثة , و اخذت الخواطر تأكل رأسها ..... انى أعى ماذا تريد , تريد مشاركتى فيما تبقى من ميراث أولادى مثلما نشاهد فى الأفلام , لقد تزوجها أثناء تواجده فى القاهرة قبل ان نأتى للإقامة معهُ , أكيد فإنه كثيرا ما كان يتأخر و يدعى إنشغاله فى العمل و أحيانا ما كان يبيت بحجة الأرهاق ... خائن فعلا هو خائن, كان دائم السرحان , ماذا فعلت له ليتزوج بأخرى , هل قصرت تجاهه , ,,, ثم لماذا تذكرتنا بعد تلك السنوات , فقد مضى على وفاته عشر سنوات , أكيد تذكرتنا عندما كبر أولادها و ارادت أن يأخذوا حقوقهم من ميراث والدهم ...... احتمال أن تكون عجوز و تريد من يرعاها ولا تجد سوى اولاد المرحوم زوجها .....
أحتمال ان يكون زوجى كان مدان لديها بالمال و عندما ضاقت بها الدنيا تذكرت و فتشت فى أوراقها القديمة .....
ماذا أقول لها ...
ماذا أفعل؟
هل أخبر الأولاد و أزعجهم و أشتتهم مثلى هل اجعلهم يتركون أزواجهم و زوجاتهم و أخبرهم بأفعال والدهم ؟
لقد حان الوقت سأذهب لملاقاتها ثم أقرر ماذا أفعل .
فى الميعاد ذهبت الى العنوان ووقفت أمام فيلا واضح من مظهرها انها منمقة , الأشجار مزينه, الزهور منتشرة على سور الفيلا و تطل منها خارجاً , رائحة الفل فياحة ...
مدت يدها برعشه الى زر الجرس و ضغطت عليه ضغطه صغيرة و سحبت يدها بسرعة و حاولت أن تستدير و تعود مرة أخرى , فسمعت صوت من خلال سماعة على الحائط يقول , أهلا يا حنان أدخلى , انفتح الباب ووجدت أمامها ردهة طويلة من الطوب الفرعونى و على جانبيها شتى أنواع الزهور بروائحها المختلفة قالت لنفسها ؛؛ هذا حال كل الرجال فقد كان رحمهُ الله يحب الزهور جداً و يطلب منى أن أضعها فى التراس و كنت دائما ما أقول له اننى لا أحب أصاصيص الذهور لما تخلفه من أوراق ذابله تسقط دائما على أرض التراس , فعلاًً تذكرت , الخائنة أشترت راحة زوجى بأموالها أشترت شبابه و حرمتنى منه لعنة الله عليها فعلا لايمكن أن تأمن المرأة من مكر زوجها و خاصة إذا إلتفت حوله حرباء تستطيع ان تتلون حسب أهوائه ؛؛ وصلت حنان الى باب زجاجى شفاف يظهر خلفه ما بداخله و إذا بأمرأة واضح عليها الملامح الأسيوية تفتح الباب و تقول بلغة عربية ركيكة تفدلى بالدخول سَيتَتى .
دخلت حنان وهى تقول لنفسها ؛؛ ما كل هذا هل أحتمال أن يكون المرحوم اشترى كل هذا و حرمنا من كل شيء حتى الأبتسامة كان يخرجها على مضض ؛؛ أخذت نفس عميق و قال الله يرحمه لن أستطيع أن أقول غير ذلك .
قاطع فكرها صوت حذاء يأتى من الدرج الأعلى بنشاط , نظرت الى مصدر الصوت فوجدت إمرأة شابه غاية فى الجمال و الأناقة مقبلة عليها بأبتهاج , فقالت فى نفسها ؛؛ ابو عين زائغة تزوج أمرأة من عُمر أبناؤه ؛؛
- مرحبا بك يا حنان لقد ملئتى الفيلا ضياءً
= مرحبا , خير؟
- أستريحى أولاً فلقد أشتقت الى رؤياكى منذ زمن بعيد
= شكرا
- لقد حدثنى الأستاذ محمد عنك كثيرا جدا و كنت أود أن اراكى من كثرة الحديث عنكى .
= خير؟
- خير أن شاء الله .
= ياريت .
- ماذا تريدى أن تشربى .
= من فضلك انى متعجلة ممكن اعرف ماذا تريدين .
- وهو كذلك سأحكى لك قصتى رجاءاً ان تصبرى حتى أنتهى منها
= ان شاء الله لكن بأختصار من فضلك
- قصتى تبدأ منذ حوالى سبعة عشر عاما , عندما كنت طريحة الفراش بالمستشفى , أعانى من مرض جسدى و نفسى نتيجة وفاة والداى و أخوتى فى حادث سيارة وتكسرت معظم عظامى فى الحادث , التئمت أطرافى و لكن لم تلتئم جروح الفراق , فلم يكن لى حينها حبيب و لا قريب , ولا أملك سوى منزل متواضع فوق سطح إحدى العمارات بحى شبرا , و لم يكن لى مصدر رزق الجميع يتهرب من المسئولية , لمن ألجأ , هكذا كان حالى فى المستشفى صمت دائم و تفكير عميق لا نهاية له لا أعلم ماذا سأفعل بعد خروجى من المستشفى , , ,
فى احد الأيام وجدت زائر يدخل حجرتى و يقول
== أزيك يا أنسه أعرفك بنفسى أنا محمد مريض بالقسم المجاور ما أسمك
- هاله
== تلك هى اول مرة اراكى بالمستشفى هل انتى جديده هنا
- انى هنا منذ حوالى ثلاثة اشهر, و حضرتك .
== اسبوعين فقط لكن ممكن اسئل سؤال لماذا انتى عابسة و منظرك مكتئب ؟
- ظروف مرضى و ....( حكت له هاله قصتها ) ... و تلك هى قصتى .
== اسمعى يا بنيتى انتى مازلتى صغيرة و جميله و امامك المستقبل مشرق إن شاء الله , و بالمناسبة اننى فى آخر عمرى فأنا أبلغ من العمر خمسة و اربعون لكنى مصاب بمرض لعين ليس له علاج لكنى أعيش حياتى لأسعد بها و أُسعد الآخرين مادمت حياً .
..............................- و أستطردت فى روايتها و قالت لحنان و كان زوجك يأتينى يوميا بأبتسامته الجميله و أقباله على الحياة فكنت أنتظره لا أكل إلا معه و شجعنى على الأستذكار لأنى كنت فى الثانوية العامه و بعد خروجى من المستشفى كان يعيننى على الحياة رحمه الله فكان لى الوالد و الأخ و الأهل و كل شيء و ذات يوم جاء و قال لى انه يتمنى ان يرانى دكتوره فى الجامعه و اخرج من حقيبته مبلغ و قال :
== ما رأيك ان نتشارك فى تجارة تعينى بها نفسك و تساعدينى فأنتى شابة و يمكنك عمل أشياء لا أستطيع عملها .
- لكنى لا أجيد التجارة
==ما رأيك فى شراء خرز انواع مختلفة و تحيكيها مها و تكونى أشكال و تبيعيها للأخرين
- فكره مدهشه فأنى احب تجيع الخرز فى أشكال جميلة .
== توكلنا على الله و معك الأن مبلغ الف جنيه اشترى بجزء الخرز و بجزء الخيط و الأبر و جميع ما تحتاجين و لا تنسى اننى شريك معك بالمال و بالفكر اتفقنا .
- إتفقنا .
....... و عرفنى على بعض اصدقاؤه و منهم مهندس يدعى شريف و بعد وقت بسيط ابلغنى ان شريف يود ان يتزوجنى لكنى قلت اننى لن اتزوج قبل الأنتهاء من دراستى الجامعية .......و مرت الأيام و توفى محمد و كبرت تجارتى من مشغل صغير الى كبير الى مصنع الى عدة مصانع الى استثمارات عقارية و سياحية و تخرجت من الكلية و حصلت على الماجيستير و الدكتوراه و تزوجت شريف و أخيرا تذكرت الأتفاق الذى كان بينى و بين محمد رحمهٌ الله عليه و قررت ان ارد المال الى اصحابه .
= ممكن اسئل هل كنتى تحبين محمد ؟
- اجمالى الحساب مائتين و خمسون مليون دولاد لكم النصف و لى النصف و هذا شيك بالمبلغ.
= هل كنتى تحبينه ؟
بكت هاله و قالت نعم نعم كنت احبه , أحبه اكثر من نفسى , فقد كان الهواء الذى أتنفسه و الماء الذى أرتوى به , هو سبب حياتى حتى بعد مماته , هو الذى روانى حتى كبرت و نضجت و أثمرت ,, نعم احببته مثلما أحبنى و لكنه أحبنى أكثر لأنه آثر أن أكون سعيدة فى حياتى لأنه يعلم أن أيامه معدودة , لدرجة أن شريف طليقى كان يغير منه و هو يعلم انه ميت .
= هل قال لك احبك ؟
- لم يقلها ابداً لكن نظراته و أفعاله كانت تقولها
= ألم يخطر ببالك أنه متزوج و أب لأربع ابناء ولدين و بنتين ؟
- و ماذا فعلت سوى اننى احببته فى داخلى و بقلبى و كل جوارحى فيما عدا اللسان لم ينطقها
= و لماذا قررتى فجأة اعطائى هذا المال
- لأنى على الوعد .
= وعد مع من .
- وعد مع رجل احببنى و ربنانى ووجهنى و دفعنى الى الأمام ..... ممكن تتفضلى و تأخذى الشيك لكى تريحينى و ترحمينى أرجوكى
= ممكن تعطينى فرصة لكى اخبر أبنائى ثم أرد عليكى خلال اسبوع
- و سأكون سعيدة لو عرفتينى على الأولاد
= ان شاء الله , السلام عليكم
- و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .
مضى الأسبوع و لم تتصل حنان بهالة لتبلغها بالقرار فقامت هاله بطلب حنان تليفونيا و فى شقة حنان سمعت ...
دقات التليفون
فردت حنان فسمعت صوت هاله على الجانب الآخر تقول ألو مدام حنان
ردت حنان أسفه الرقم خطأ !!!!!!!
انتهت
[/color]