تسعون دقيقة ربما تكون كفيلة بإنهاء ما يُوصف بالحرب
الإعلامية بين مصر والجزائر والجدل العنيف الذي تخطى محيطه الرياضى، وذلك
من أجل مؤازرة كل طرف لمنتخب بلاده فى المباراة التى تقام مساء السبت فى
اخر مراحل التصفيات الافريقية المؤهلة الى كأس العالم بجنوب افريقيا.
وتكمن
كلمة السر فى مباراة (مصر- الجزائر) فى رقم 3 ففوز المنتخب المصري بفارق
ثلاثة أهداف يعنى الذهاب الى كأس العالم 2010 مباشرة، أما فوز المنتخب
المصري بفارق هدفين فيعنى إقامة مباراة فاصلة بين الطرفين حُددت فى 18 من
الشهر الجارى بضيافة السودان، وغير ذلك من النتائج سيكون المنتخب الجزائري
صاحب بطاقة المونديال.
وتأتى الجزائر فى صدارة المجموعة الثالثة بثلاث عشرة نقطة ثم مصر بعشر نقاط ثم زامبيا باربع، وأخيرا رواندا بنقطة.
لا صوت يعلو فوق صوت المعركة
ويهيمن
على هذه المباراة عنوان واحد ورئيسي "هى الحرب إذن وليست المنافسة "حيث
لعبت وسائل الإعلام فى الجانبين دوراً كبيراً فى شحن المشجعين بشكل جعل
البعض يخرج عن اللياقة فى التعامل مع المنافس والروح الرياضية.
وتسبب
هذا فى تصاعد حدة التوتر الموجودة أصلا بين مصر والجزائر على مستوى كرة
القدم، أولا لحساسية المباراة فى أنها مؤهلة لحلم المونديال من جهة،
وطبيعة اللقاءات بين المنتخبين من جهة أخرى.
كما
تزايد هذا التوتر حتى وصل الى تبادل الإتهامات والشتائم الظاهرة أحيانا
والمبطنة حيناً أخر بوسائل إعلام البلدين، والتى ظهرت على الصحف ومواقع
الإنترنت الأكثر شهرة حيث لعبت هذه المواقع دورا كبيرا فى هذه الضجة
والبلبلة الإعلامية.
وشهدت مواقع مثل يوتيوب
نشر مقاطع من أفلام أجنبية مشهورة تم دبلجتها بحيث تروى قصة تسيئ للمنتخب
المنافس، ليس فقط على مستوى التاريخ الرياضى، ولكن ايضا على المستوى
السياسى، ليرد الجانب الاخر بالاسلوب ذاته.
مبادرات للتهدئة
لكن
فى المقابل كانت هناك بعض المبادرات من وسائل إعلام المنتخبين لتهدئة
الأمور التى على ما يبدو لن تهدأ إلا بإعلان فائز صريح في هذه المباراة.
وطالب مسؤلو الرياضة فى الجانيبن بتهدئة الاوضاع، آملين أن تمر هذه المباراة التي يتوقع ان يحضرها 80 الف متفرج بسلام.
كما اكد المسؤولون على أن نتيجة المباراة لن تؤثر على العلاقات بين البلدين.
أجواء ما قبل المباراة
وفى
تكرار مماثل لما حدث فى كأس الأمم الأفريقية الخامسة والعشرون عام 2006
بمصر وخصوصا فى المباراة النهائية التى فازت فيها مصر على ساحل العاج
بضربات الترجيح، تعود الأجواء ذاتها الى الشارع المصري، لكن مع حدة فى
السلوك من جانب البعض، فعندما تسير فى شوارع القاهرة أو حينما تنظر من
النافذة، أو حتى تجلس فى المنزل، حتما ستسمع أو سترى بين فترة وأخرى كيف
هى حماسة المشجعين المصريين.
فالأعلام
المصرية مرفوعة فوق سيارات الأجرة وكذلك السيارات الخاصة، كما تسير بعض
السيارات مجتمعة، بينما يهتف من فيها باسم مصر ويلوحون بالاعلام.
وبينما تقف سيارتك فى إحدى اشارات المرور إذا بالباعة الجائلين يتوافدون عليك ويقدمون لك علم مصر لتشتريه وتنضم الى حاملى الاعلام.
كما لوحظ فى العاصمة القاهرة توافد أعداد كبيرة من الناس على باعة الجرائد
لشرائها من أجل معرفة أخر أخبار المنتخب المصري والتشكيلة التى سيبدأ بها
حسن شحاته المدير الفنى لمنتخب مصر المباراة المرتقبة.
استعداد المنتخبين
وفرض
المديران الفنيان المصري والجزائرى سرية تامة على تشكيلة وأخبار الفريقين،
ووسط هذا تنشط القنوات الفضائية فى الحديث عن تشكيلة الفريقين والتكهن
بالخطط التى من الممكن أن يلعب بها الطرفان ووضع خطط بديلة.
ولكن
حسني عبد ربه -لاعب وسط المنتخب المصري- خرج من حسابات الجهاز الفني؛ بسبب
الإصابة التي لحقت به في الدوري الإماراتي مع أهلي دبي وعدم اكتمال شفائه،
رغم المحاولات المستميتة من الجهاز الطبي للمنتخب المصري.
وقد
حضر الرئيس المصري حسنى مبارك تدريب لاعبي المنتخب المصري مساء يوم الجمعة
فى إستاد القاهرة، وصافح اللاعبين وشد من ازرهم قائلا" أثق فى قدرتكم
للتأهل لكأس العالم."
وفى التوقيت ذاته، رشق
مجهولون الحافلة التى كانت تقل لاعبي المنتخب الجزائرى أثناء توجههم الى
الفندق عقب وصولهم الى مطار القاهرة وسط تبادل الاتهامات من الجانبين
بتحمل المسؤلية عن إصابة ثلاثة لاعبين جزائريين جراء هذا الحادث فضلا عن
تحطيم نوافذ الحافلة، لكن شيئا رسميا لم يتضح بعد من التحقيقات.
تعهدات مصرية بسلامة الجزائريين.
وتعهد
الاتحاد المصري لكرة القدم برئاسة سمير زاهر بتوفير جميع سبل الأمن لبعثة
المنتخب الجزائري قبل المباراة المرتقبة بين المنتخبين وحتى مغادرتها مطار
القاهرة الدولي بعد المباراة.
وقدم مسؤولو
الاتحاد المصرى الجمعة تعهدا أمنيا جديدا لمراقب الاتحاد الدولي لكرة
القدم (فيفا) يؤكد تحمل الجانب المصرى المسؤولية الكاملة عن تأمين المنتخب
الجزائرى، حتى موعد المباراة وأثنائها وحتى مغادرة البعثة بعدما تلقى
احتجاجا رسميا من بعثة منتخب الجزائر مصحوبا بشريط فيديو مسجلة عليه
اللحظات التي رشقت فيها حافلة نقل المنتخب الجزائري بالحجارة.
التذاكر والسوق السوداء
وقد
شهدت منطقة مصر الجديدة ومدينة نصر ووسط القاهرة وكافة المناطق التى كانت
بها منافذ لبيع التذاكر زحاما كبيرا وتكدسا مروريا اكبر.
واشتكى
الكثيرون من المصريين من عدم حصولهم على التذاكر التى قالوا إن إتحاد
الكرة المصري قام بالاستحواذ عليها، لكن الاتحاد لم يرد على مثل هذه
الاتهامات وآثر الصمت.
ووسط تهافت المصريين
على تذاكر المباراة نشطت السوق السوداء حيث بيعت تذكرة الدرجة الثالثة ب
150 او 200 جنيه بدلا من ثمنها الاصلى 15 جنيها مصريا، كما بيعت تذكرة
الدرجة الثانية ب 300 جنيه.
ومن المتوقع أن ترتفع الاسعار اكثر واكثر مع إقتراب موعد المباراة خصوصا وان الاتحاد المصري رفض بيع التذاكر فى يوم المباراة ذاتها.
وفى
الوقت ذاته ضبطت أجهزت الامن بمحافظة 6 أكتوبر المصرية اربعة مندوبين
قاموا ببيع التذاكر فى السوق السوداء وعدم بيعها للمواطنين على الرغم من
استلامها من اتحاد الكرة.