بسم الله الرحمن الرحيم
يسعد صباحكم
* * * * * * * *
في رحاب آية
{تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
يعرض لنا القرآن الفارق الحاسم بين تلك الأمة التي خلت والجيل الذي كانت تواجهه الدعوة حيث لا مجال لوراثة ولا مجال لنسب بين السابقين واللاحقين: {تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون} فلكل طريق ولكل عنوان ولكل صفة ، أولئك أمة من المؤمنين لا علاقة بأعقابها من الفاسقين ، إن هؤلاء الأخلاف ليسوا امتدادا حقيقيا لأولئك الأسلاف ، فلهؤلاء راية ينضوون تحتها ولأؤلئك راية . وهذ هو التصور الإيماني ، الذي يفرق بين جيل مؤمن وجيل فاسق ، فليسا أمة واحدة وليس بينهما صلة ولا قرابة ، إنهما أمتان مختلفتان في ميزان الله. إن الأمة في التصور الإيماني هي الجماعة التي تنتسب إلى عقيدة واحدة من كل جنس ومن كل أرض ، وليست هي الجماعة التي تنتسب إلى جنس واحد أو أرض واحدة
* * * * * * * *
من هدى النبوة
عَنْ أَنَسٍ عَنْ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "ثَلاَثٌ مَنْ كُنّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنّ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ، مَنْ كَانَ الله وَرَسُولُهُ أَحَبّ إِلَيْهِ مِمّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبّهُ إِلاّ لله، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُود فِي الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ الله مِنْهُ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النّارِ". رواه مسلم.
هذا الحديث العظيم أصل من أصول الإسلام. قال العلماء رحمهم الله: معنى حلاوة الإيمان استلذاذ الطاعات وتحمل المشقات في رضى الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، وإيثار ذلك على عَرَض الدنيا، ومحبة العبد ربه سبحانه وتعالى بفعل طاعته وترك مخالفته، وكذلك محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد ورد في معنى هذا الحديث حديث آخر رواه مسلم أيضا؛ هو: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً" وذلك أنه لا يصح المحبة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم حقيقة، وحب الآدمي في الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وكراهة الرجوع إلى الكفر إلا لمن قوي بالإيمان يقينه، واطمأنت به نفسه، وانشرح له صدره، وخالط لحمه ودمه، وهذا هو الذي وجد حلاوته. والحب في الله من ثمرات حب الله. قال بعضهم: المحبة مواطأة القلب على ما يرضي الرب سبحانه، فيحب ما أحب، ويكره ما كره. وبالجملة: أصل المحبة الميل إلى ما يوافق المحِبّ، ثم الميل قد يكون لما يستلذه الإنسان ويستحسنه، كحسن الصورة والصوت والطعام ونحوها، وقد يستلذه بعقله للمعاني الباطنة، كمحبة الصالحين والعلماء وأهل الفضل مطلقا، وقد يكون لإحسانه إليه ودفعه المضار والمكاره عنه، وهذه المعاني كلها موجودة في النبي صلى الله عليه وسلم، لما جمع من جمال الظاهر والباطن، وكمال خلال الجلال، وأنواع الفضائل، وإحسانه إلى جميع المسلمين بهدايته إياهم إلى الصراط المستقيم، ودوام النعم، والإبعاد من الجحيم. وقد أشار بعضهم إلى أن هذا متصور في حق الله تعالى، فإن الخير كله منه سبحانه وتعالى. قال مالك وغيره: المحبة في الله من واجبات الإسلام، والله تعالى أعلم بالصواب
* * * * * * * *
من روائع الشعر
أصاحِ هي الدنيا تشابه ميتةً * ونحنُ حواليها الكلابُ النوابحُ
فمن ظلَّ منها آكلاً فهوَ خاسرٌ * ومن عادَ عنها ساغبا فهو رابحُ
ومن هوي الدنيا الكذوبَ فإِنه * رهينٌ بثوبَيْ ذلةٍ وصغار
إِذا هيَ جادَتْ خسرت وإِذا أبتْ * فكم حسرتْ من جلةٍ وصغارِ
* * * * * * * *
حكمة اليوم
أربعة تؤدي إلى أربعة:
الصمت إلى السلامة والبر إلى الكرامة والجود إلى السيادة والشكر إلى الزيادة
* * * * * * * *
من قصص الصالحين
وفاة أبي الدرداء
وقال أبو مسلم : جئت أبا الدرداء وهو يجود بنفسه ويقول: ألا رجل يعمل لمثل مصرعي هذا؟ ألا رجل يعمل لمثل يومي هذا؟ ألا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه؟ ثم قبض رحمه الله. وكان أبو الدرداء رضى الله عنه يقعد إلى القبور، فقيل له ذلك، فقال أجلس إلى قوم يذكّروني معادى، وإن غبت لم يغتابوني
* * * * * * * *
إبتسامة اليوم
قال عبد الله بن إدريس: قلت للأعمش: يا أبا محمد ، ما يمنعك من أخذ شعرك؟ قال : كثرة فضول الحجّامين [أي: الحلاقين] . قلت: فأنا أجيئك بحجام لا يكلمك حتى تفرغ . فأتيت جنيداً الحجّامَ ، وكان محدثاً، فأوصيته، فقال : نعم . فلما أخذ نصف شعره قال : يا أبا محمد ، كيف حديث حبيب بن أبي ثابت في المستحاضة ؟ فصاح الأعمش صيحة ، وقام يعدو . وبقي نصف شعره بعد شهر غير مجزوز.
* * * * * * * *
دعاء اليوم
اللَّهُمَّ عافني في جَسَدِي، وَعافني في بَصَرِي، وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنِّي، لا إِلهَ إِلاَّ أنْتَ الحَلِيمُ الكَرِيمُ، سُبْحانَ اللَّه رَبّ العَرْشِ العَظِيمِ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ رَبّ العالَمِينَ
* * * * * * * *